اللغة كأداة وظيفية
اللغة ليست مجرد كلمات أو جمل؛ إنها أداة ديناميكية للتواصل تُشكل طريقة تفاعل الأفراد مع بيئتهم ومع الآخرين. قدم عالم النفس ب. ف. سكينر مفهوم السلوك اللفظي في عام 1957، مع التركيز على وظيفة اللغة بدلاً من بنيتها. يوفر هذا الإطار الأساس لتحليل السلوك التطبيقي (ABA) في تطوير اللغة، حيث يقدم أساليب منهجية لتعليم وتقييم مهارات التواصل.
مقدمة للسلوك اللفظي
السلوك اللفظي هو شكل من أشكال التواصل يتم تعزيزه من خلال تفاعل مع شخص آخر. على عكس النظرة التقليدية للغة التي تركز على القواعد والنحو، يركز السلوك اللفظي على ما تقوم به اللغة—استخدامها العملي في السياقات الاجتماعية والوظيفية.
مثال: عندما يتعلم الطفل قول "ماء" للحصول على شراب، فإنه ينخرط في سلوك لفظي يلبي احتياجًا.
العمليات اللفظية الرئيسية: تفصيل اللغة
صنف سكينر السلوك اللفظي إلى وحدات وظيفية تُعرف بالعمليات اللفظية، وكل منها يخدم غرضًا فريدًا في التواصل.
-
الطلبات (Mands):
- التعريف: طلب لتلبية حاجة أو رغبة.
- مثال: يقول الطفل "كوكي" ليطلب البسكويت.
- التطبيق: يتعلم الطفل الطلبات من خلال تعزيز فوري بعد التواصل الناجح.
-
التسميات (Tacts):
- التعريف: تُستخدم لتسمية الأشياء أو وصف الأحداث.
- مثال: يرى الطفل كلبًا ويقول "كلب".
- التطبيق: تُطور التسميات من خلال الملاحظة والتعزيز.
-
التقليد (Echoics):
- التعريف: تكرار كلمات أو عبارات قالها شخص آخر.
- مثال: يقول المعالج "كرة" ويكرر الطفل "كرة".
- التطبيق: تُعد التقليدات أساسًا لبناء مهارات لغوية أكثر تعقيدًا.
-
المحادثات (Intraverbals):
- التعريف: استجابات لفظية للأسئلة أو المحفزات.
- مثال: عند السؤال "ما اسمك؟" يجيب الطفل "سارة".
- التطبيق: تُعزز المحادثات المهارات الاجتماعية.
تطبيق السلوك اللفظي في الحياة اليومية
يمكن دمج استراتيجيات السلوك اللفظي بسهولة في الأنشطة اليومية:
- الطلبات: طلب العصير أثناء الإفطار.
- التسميات: الإشارة إلى صورة كتاب وقول "سيارة".
- التقليد: تكرار كلمات أغنية.
- المحادثات: الإجابة على "ما لعبتك المفضلة؟".
دراسة حالة: استخدام الطلبات لتعزيز التواصل
الموقف:
طفل يبلغ من العمر خمس سنوات غير لفظي يواجه صعوبة في التعبير عن احتياجاته. يبدأ المعالج بتعليم الطلبات باستخدام لعبة مفضلة.
الاستراتيجية:
- يعرض المعالج اللعبة لكنه يحتجزها حتى يقوم الطفل بإشارة أو نطق.
- يتلقى الطفل اللعبة فورًا كتعزيز.
النتيجة:
يتعلم الطفل استخدام اللغة لتلبية احتياجاته.
الخاتمة
فهم السلوك اللفظي ومكوناته أمر ضروري لتصميم تدخلات فعالة. تعزز العمليات اللفظية تطوير اللغة بطريقة منظمة وفعالة.
المراجع:
- سكينر، ب. ف. (1957). السلوك اللفظي.
- سوندبيرغ، إم. إل. وبارتينغتون، ج. و. (1998). تعليم اللغة للأطفال المصابين بالتوحد.